ريحة البلاد:فضاء ثقافي جديد في مونفلوري


غير بعيد عن المستشفى العسكري وفي مستوى محطة محمد مناشو للمترو الخفيف المحاذية لضاحية مونفلوري يشدك فضاء هندسي رائق تروي جدرانه حكايات عن موروث فني وثقافي تونسي أصيل.
... فضاء يغريك بالاقتراب منه والتعرف عليه فتجد نفسك في عمق الأصالة التونسية بمكوناتها الثقافية وخصوصياتها المعمارية والهندسية.
هو الفضاء الثقافي : ريحة البلاد... لصاحبه المهندس الأسعد الزواري الذي اختار اقامة هذا الفضاء على أنقاض مصب للفضلات... مصب عششت فيه الأوساخ.. فغامر الأسعد الزواري بكل جهده لإعادة تأهيله لأجل أن تستعيد فيه الثقافة الجادة والمؤسسة للحياة الكريمة بريقها... ألقها... ورونقها.
... سخّر المهندس الأسعد الزواري ثقافته الزخرفية في الهندسة المعمارية... ووظف تجربته لأجل إضفاء طابع معماري هندسي خاص لهذا الفضاء الثقافي.. فيه تونس بتراثها وعاداتها وتقاليدها...
يقول المهندس الاسعد الزواري: لقد عملت من خلال فضاء «ريحة البلاد» أن أقدّم تونس كما هي.. كما أراها وأتصوّرها بخصوصياتها الثقافية... هي تونس التي نحب وهي تونس التي تنجب الابداع الجاد والمبدعين.
الفضاء الثقافي «ريحة البلاد» يحتضن مسرحا متحركا وقاعة للعروض السينمائية ومكتبة موسيقية وأخرى للمؤلفات الأدبية وقاعة للمحاضرات واللقاءات الموسيقية... وهو فضاء مفتوح لكل أصحاب المشاريع والبرامج الثقافية الجادة.
أين وزارة الثقافة؟
ويقول الأسعد الزواري: «لقد سخرت كل ما أملك لأجل إقامة هذا الفضاء الذي اختزلت فيه الخصوصية التونسية كما هي مرسومة في ذاتي... وانتظرت منذ شهر فيفري الماضي لفتة من وزارة الثقافية للاعتراف المعنوي بهذا الفضاء.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث الى حد الآن.. ففضاء «ريحة البلاد» أسس للثقافة الوطنية الجادة داخل الأحياء الشعبية... لم أطلب دعما ماليا من وزارة الثقافة.. لكن ما أطلبه زيارة للتعرف على هذا الفضاء وانفراده بعديد الخصوصيات التي لا تتوفر في باقي الفضاءات الثقافية... وحتى وزارة السياحة التي وعدتنا بالدعم... مازالت في مرحلة الوعود.
قريبا مهرجان البيانو
وقال المهندس الأسعد الزواري: إن الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الجاري سيشهد تنظيم مهرجان خاص بالعزف على آلة البيانو بحضور العازفة الشهيرة فيرونيك بارو وبمشاركة 14 عازفا الى جانب ورشات تكوينية في العزف على هذه الآلة.
وختم بأن الموسم الثقافي بفضاء «ريحة البلاد» سيكون زاخرا.. متنوعا... منتصرا للإبداع الجاد.