جوقة الجيش الأحمر تصالح مهرجان قرطاج مع هيبته

لئن دأب مهرجان قرطاج الدولي على تخصيص السهرة الافتتاحية في السنوات الأخيرة لعروض تونسية، فإن مدير الدورة 49 مراد الصقلي خيّر هذه المرة ان يكون الافتتاح بعرض عالمي، وهو عرض جوقة الجيش الأحمر الروسية، سهرة واكبها ليلة أمس الجمعة بمسرح قرطاج أعداد غفيرة من جمهور لم يفوّت على نفسه فرصة الاستمتاع بموسيقى و”شو عسكري” لأشهر فرقة موسيقية في العالم والتي يعود تأسيسها الى ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مباشرة.
العرض انطلق بمفاجأة لم يتوقعها الجمهور والمتمثلة في أداء عناصر الجوقة اضافة الى النشيد الروسي، النشيد الرسمي التونسي بكل حرفية وهو ما يبرز عدم استهانة هذه الفرقة التي تتكون من أكثر من 120 عنصرا بين منشدي كورال وراقصين وعازفين بقيمة مهرجان قرطاج.
وعلى مدار الساعتين سردت جوقة الجيش الأحمر يقيادة الجنرال “فيكتور اليزيف” مختلف المحطات وتاريخ الجيش في روسيا عبر لوحات استعراضية في غاية التناسق والابداع حركات أبهرت الجمهور واجبرته على الصمت لترتفع بين الفين والأخرى بعض الهتافات والتصفيق الذي اهتزت له جدران المسرح الاثري، واضافة الى هذه اللوحات التي قطعت الرتابة المعتادة مع عروض الافتتاح واضفت أجواء من البهجة والسرور كم نحن في حاجة اليها فقد تضمن العرض تقديم مجموعة من الأغاني ذات البعد الانساني اضافة الى أغاني تراثية روسية وأغاني تكرّم الشهداء العسكريين، وبطبيعة الحال زاد الأزياء العسكرية هذا العرض مزيدا من الرونق والهيبة.
ختاما ودون اطناب في الحديث، لقد كسب مراد الصقلي رهان الافتتاح بملاحظة ممتاز سواء من الناحية التنظيمية حيث خلى المسرح من كل ما من شأنه أن ينغّص متعة الفرجة اضافة الى التنسيق المحكم، أو من ناحية جودة العرض الذي كان راقيا على جميع المستويات.