خسارة ب 10 مليارات للتلفزات التونسية خلال رمضان




من المنتظرأن تبلغ خسائرعائدات الاشهار للقنوات التلفزيّة خلال شهر رمضان أكثرمن 10 مليارات وهوما أكده ل"الصّباح" 
مديرمؤسسة "sigma conseil" حسن الزرقوني الذي أوضح أن خسائرالنصف الأول من الشهربلغت 15,1%.كما أفادنا الزرقوني أن الوضع الاقتصادي عامة أثرعلى مردوديّة عديد المؤسّسات ممّا أجبرها على ادخال تعديلات على مستوى الاستراتيجيا الإشهارية المنتهجة من قبلها سابقا.
وأكد مدير مؤسسة "sigma conseil" أن إعلان الحداد في أكثر من مناسبة خلال النصف الثاني من الشهرالمعظم بعد عمليتيْ الاغتيال اللتيْن عرفتهما تونس وهما اغتيال أمين عام التيارالشعبي محمد البراهمي والعملية الإرهابيّة في جبل الشعانبي التي أدت إلى استشهاد 8 عسكريّين، تسبّب في غياب المساحات الاشهارية لمدّة أسبوع فيما عرف الأسبوع الثاني تقلصا لافتا كان له تأثيرعلى عائدات المؤسسات الاعلامية من الاشهار.
 خسائر ب 3 مليارات
ولئن عرف النصف الأول من الشهر المعظم استقرارا على المستوى الأمني، إلا أن تلفزاتنا تكبّدت خسائر ب3 مليارات و104 ألف دينار بسبب تراجع عدد المستشهرين الذي بلغ 74 مستشهرا فقط مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة حيث بلغ 77، وهذا التراجع تبعه تقلص في عدد الومضات الاشهارية التي بلغت 4.750 ومضة بعد أن تمّ تسجيل 5.507 خلال نفس الفترة من رمضان الماضي. و قد خلف هذا التراجع تقلصا في توقيت بثّ المساحات الاشهارية إذ قدّرت نسبة التراجع ب 14% مقارنة بنفس الفترة خلال رمضان الفارط؛ هذا التقلص انعكس على عائدات الاشهار حيث بلغت 17 مليارا و408 ألف دينارمقارنة بالنصف الأول من الشهر خلال السنة الفارطة حيث قدرت العائدات حينها ب 20 مليارا و512 ألف دينار.
*أكثر من 55% خسائر"التونسية"و"نسمة"
ولئن تفاوتت الخسائرالتي سجلتها القنوات التلفزيّة من مؤسّسة إلى أخرى حيث تكبّد البعض منها خسائرضخمة مقارنة بالبعض الآخرالذي سجل تراجعا طفيفا على مستوى المداخيل، فيما عرف آخرون تطوّرا نسبيا على مستوى العائدات.
وسجلت قناة "نسمة" أكبرالخسائر خلال النصف الأول من شهر رمضان حيث عرفت مداخيلها، مقانة برمضان الفارط، تراجعا بملياريْن و324 ألف ديناروهوما يمثل 30,8%، كما شهدت عائدات قناة" التونسية" بدورها انخفاضا ملحوظا حيث بلغت 24,9% أي ما يعادل مليارا و582 ألف ديناربالمقارنة بين ال15 يوما من الشهر المعظم هذه السنة والسنة الفارطة.
وفي المقابل سجلت كل من "الوطنية الأولى" و"الثانية" تطورا طفيفا على مستوى العائدات قي النصف الأول من رمضان حيث سجلت الأولى ارتفاعا ب 93 ألف دينار؛ فيما سجلت الثانية ارتفاعا ب6 آلاف دينار فقط.
خسائر كارثية
خسائرالنصف الثاني من رمضان كانت كارثية لقنواتنا التلفزية بالنظر إلى الأحداث التي جدّت والتي أدّت إلى توقف بثّ الوضمات الاشهارية خلال الأسبوع الأول، حيث أكد حسن الزرقوني ل"الصباح" أن عددا من المستشهرين ألغوا ومضاتهم الاشهارية التي كانت مبرمجة خلال النصف الثاني من الشهر، فيما خيّر البعض الآخرالاقتصار على بث عدد محدود جدّا من الومضات خلال الأسبوع الثاني منه فقط وهو ما انعكس سلبا على مداخيل قنواتنا من الاشهار إن لم نقلْ انعدامها لدى بعض.
إن تكبّد المؤسّسات الإعلامية لخسائربهذا الحجم يجعلها في مأزق حقيقي ويصبح تواجدها معه مهدّدا، خاصة في حال تواصله خلال الفترة القادمة. وقد يصل بها الوضع إلى عدم قدرتها على تغطية نفقاتها؛ الأمرالذي يجرّها إلى حدّ فقدانها لحياديّتها.