مسرحيـــة « الســـلام عليكــم» لأول مــــرة بسوســــة


ميقالو، بسام الحمراوي وفيصل الحضيري أسماء لمعت في الفقرات الكوميدية التلفزية وشكلت بوادر جيل جديد من الكوميديين التونسيين وعلى عكس البداية الصعبة والمضنية للجيل القديم فان الشاشة الصغيرة اختزلت الطريق لهذا الثلاثي ليضعهم على طبق من ذهب أمام الجمهور.
مسرحية»السلام عليكم» هي بذرة أولى نحو محاولة البقاء في القمة زرعها هذا الثلاثي صحبة فريق انتاج طموح هو بدوره ينبئ بمستقبل واعد يقطع مع الشخصنة وصيغة التوارث في الانتاج المسرحي أو التلفزي متكون من معز بوطار كمنتج وحسام حمد(منشط باذاعة شمس أ ف أم) في التأليف وفريق تقني متناغم مع حلم المجموعة.
العرض احتضنه ولأول مرة في سوسة مسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر بتنظيم احدى الشركات المنظمة في سهرة السبت بحضور جماهيري غفير تفاعل مع مختلف الوضعيات الكوميدية المقدمة والتي تقاسمها الثلاثي بصفة فردية وبالتداول في الظهور الركحي في أول المسرحية ثم بصفة ثنائية فثلاثية في الجزء الأخير من العرض وامتزجت فيها المواضيع التي خرجت من الصبغة الاشكالية لتلبس حلة كاريكاتورية طغى عليه المنحى التهكمي الخالي من المركبات الكوميدية الايحائية من خلال وضعيات مباشرة وصريحة مستمدة من شخصيات كان قد تعرّف عنها الجمهور من خلال الظهور التلفزي لهذا الثلاثي.
ولئن تغير الاطار والشكل فان الممثلين وخاصة الثنائي فيصل الحضيري وبسام الحمراوي لم يبلغا درجة كبيرة في التأقلم مع الحضور الركحي رغم اختصاصهما المسرحي حيث بدا الارتباك عليهما في العديد من المواضع فيما تبقى بعض الجمل والتي وان أَثارت الضحك مسببة للاحراج للعائلات الحاضرة خاصة تلك التي جاءت على لسان بسام الحمراوي الذي أطنب في تجسيم الايحاءات الجنسية.
وردا على سؤال حول عدم وجوده بمفرده على الركح قال وسيم الحريصي (ميقالو) «لا استطيع أن أبقى وقتا طويلا على الركح بمفردي» واجابته ليست لها علاقة بمسألة القدرة الفنية بل بالعكس مقارنة مع العديد من الأعمال والتي يعرّفها أصحابها ب»الوا مان شو» فان «ميقالو» له الزاد الكافي وخاصة الطريف منه والامكانيات الفنية المتميزة النادر تواجدها لتقديم عمل مسرحي فردي يلفت الأنظار شريطة وجود مؤلف ومخرج يحسن استثمار تلك القدرات ولكنه اختار القطع مع «التناسل الفقاعي» لـ«الوان مان شو» الممل والذي أغلبه استغلالا للصورة الاعلامية التلفزية لممثليه والبعيد عن التوظيف الفني.
«ميقالو» على قدر تواضعه الاجتماعي فان تواضعه الفني لم يخرج عن هذا الطبع المتأصل فيه وأراد أن يُبقي قدميه ملازمة لأرض رغم امكانية «الطيران» وأن يثمّن قدرات زميليه والتي يعتبرها تكمّل قيمته الفنية ليشكل معهما ثلاثيا قادرا على الذهاب الى أبعد من ذلك فكانت «السلام عليكم» تحية مسرحية برتبة تأسيس لرؤية كوميدية من خلال فريق عمل متكامل خرج عن صفة المنافس ليكون المؤسس بترسيخ معادلة القادم أفضل.
علي بوقرة الحاضر الغائب
في لقطة غير عابرة ولها أكثر من معنى توجه منتج العمل معز بوطار الى الجمهور الحاضر في نهاية المسرحية لاهداء العرض الى روح الاعلامي و الصحفي بجريدة «الشروق» المرحوم علي بوقرة، كانت لقطة اختزلت معدن مصدرها.