كشف الصحفي سفيان بن فرحات أن إدارة قناة «نسمة تي.في» لم توجه له اي دعوة لمساءلة زعيم حركة النهضة في الحوار الذي أجرته معه في سهرة الأحد الماضي 25 أوت 2013.
وقال الصحفي سفيان بن حميدة الذي تعوّد الظهور الى جانب بن فرحات في مثل هذه الحوارات والبرامج ان غيابه عن برامج قناة «نسمة» في الايام الأخيرة يعود لأسباب صحية مؤكدا تعرضه في اليومين الأخيرين الى نزلة برد شديدة ألزمته الفراش.
تهييج الشارع
ويتساءل عديد الملاحظين والمتابعين لبرامج قناة نسمة في المدة الأخيرة عن أسباب غياب الزميلين سفيان بن فرحات وسفيان بن حميدة عن برامج وحوارات القناة وخصوصا حوار زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.
كما يتساءلون عن التوقف المفاجئ للبرامج الحوارية ليس في قناة نسمة فحسب وإنما في قناة حنبعل كذلك والقنوات العمومية وفي مقدمتها الوطنية الأولى.
«الشروق» بحثت في المسألة واستنتجت ان هناك ما يشبه التغيير في خط تحرير عديد القنوات ربما استجابة لضغوطات بعض الاطراف السياسية في السلطة أو لأسباب خاصة إذ أكد مسؤول في أحد القنوات الخاصة مثلا انهم تعرّضوا لضغوطات كبيرة في المدة الأخيرة من قبل أطراف في السلطة وذلك بتعلة محاولة التهدئة والابتعاد عن إثارة وتهييج الشارع من خلال البرامج الحوارية المقدمة عقب اغتيال محمد البراهمي.
وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان مدير أو صاحب القناة التي يعمل فيها فضل ايقاف بث البرامج الحوارية والاكتفاء بمعاودة بث حلقات البرامج الاجتماعية والأعمال الدرامية المحلية والمستوردة.
ضغوطات
وكشف أحد الصحفيين يعمل في عديد المحطات الإذاعية والتلفزيونية ان بعض أصحاب القنوات التلفزية الخاصة أصبحت لهم رغبة جامحة في ممارسة العمل السياسي والانخراط في عمل الاحزاب الكبرى بالخصوص مثل حزب نداء تونس وحركة النهضة. وأوضح الزميل مفضلا عدم ذكر اسمه كذلك ان بعض أصحاب القنوات الخاصة باتوا يبحثون عن مصالحهم الذاتية بعيدا عن الرسالة الاعلامية التي لا يفقهون فيها.
وأضاف ان هؤلاء يريدون سلك مسلك برلسكوني في إيطاليا وهو الجمع بين الإعلام والسياسة.
وعلّق محدثنا ان تونس لا يمكن ان تكون إيطاليا او أمريكا.
إيقاف البرامج الحوارية
ويلاحظ أن كل القنوات التلفزيونية في تونس سواء كانت خاصة أو عمومية، توقفت عن تقديم البرامج الحوارية، وذلك منذ الطفرة الحوارية التي عقبت اغتيال الشهيد محمد البراهمي. ويعود ذلك الى الضغوطات الكبيرة التي باتت حديث كل الاعلاميين وخصوصا العاملين في القطاع السمعي البصري، إذ يعترف عديد الزملاء أن المسؤولين الاداريين في القنوات التلفزيونية فوجئوا بوقف البرامج الحوارية التي يديرونها بتعلّة العطلة الصيفية والإجازات والحال أن المشهد السياسي لم يعرف حراكا مثلما هو عليه الآن. كما أن تدخل أصحاب القنوات التلفزيونية في المشهد السياسي بات أكثر من واضح، إضافة الى التحالفات التي باتوا يقومون بها من أجل المصلحة الخاصة كتحالف مدير قناة «نسمة» السيد نبيل القروي مع رجل الأعمال سليم الرياحي لتدمير قناة «التونسية».
الخيانة
ويبقى السؤال المطروح: ماذا بعد هذه العطلة الصيفية، لأن الشبكة البرامجية الجديدة، لكل من هذه القنوات ستكشف حقيقة خط تحرير كل قناة وما إذا كانت ستحافظ على درجة حرارة برامجها الحوارية أم أنها ستركن الى الهدوء والتهدئة مثلما طلب أو سيطلب منها، سواء من أحزاب السلطة أو الأحزاب الصاعدة الى السلطة.
الاعلامي المصري الشهير وائل الأبراشي الذي ينشط أضخم البرامج الحوارية في باقة «دريم» المصرية، قال منذ أيام إن الاعلام التونسي بدأ يخون ثورته، وذلك في إشارة الى توقّف البرامج الحوارية في التلفزات التونسية في الوقت الذي تحتدّ فيه المعركة في ساحة باردو.