يبدو ان الحيّز من الحرية الذي جناه الاعلام التونسي بعد الثورة بدأ يتزعزع بعد ان انطلق بعض رجال الأعمال في وضع اليد على بعض المؤسسات الاعلامية وخاصة منها السمعية البصرية التي شهدت تراجعا في سوق الاشهار والاعلانات.
وبعد ان حصل رجل الأعمال سليم الرياحي على ذبذبات قناة «التونسية» التي حوّلها الى فضاء لبث المسلسلات والمسرحيات المصرية تؤكد بعض المصادر ان هذا الأخير قد اشترى ايضا جزءا هاما من رأسمال قنوات «نسمة» الفضائية بعد ان راجت بعض الأخبار في الأشهر الفارطة مفادها ان رئيس الحكومة الايطالية السابق سلفيو برلسكوني الذي يملك جزءا من قناة «نسمة» كان ينوي بيع قسطه بعد ان تراجعت مداخيل القناة.
السيطرة على أكثر عدد من المؤسسات الاعلامية
ويبدو ان رجل الأعمال سليم الرياحي ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحرّ ينوي الدخول الى المشهد الاعلامي والسياسي من باب السيطرة على أكثر عدد ممكن من المؤسسات الاعلامية التي قد تخدمه وتروّج له سياسيا خاصة أن الرياحي على علاقة وطيدة بقيادات الحزب الحاكم وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. ولعل الحوار الذي أجرته به قناة نسمة الغنوشي في غياب الصحفيين سفيان بن فرحات وسفيان بن حميدة أكبر دليل على ذلك. كما ان المتتبع لهذا الحوار يلاحظ انه فيه محاولة لتلميع صورة الغنوشي وتحقيق المصالحة بينه والشعب التونسي.
وإن لم يتأكد خبر انضمام سليم الرياحي الى أسرة مالكي قناة نسمة فإن كل المؤشرات تؤكد ذلك خاصة من خلال اهتمام برامج ولقاءات هذه القناة بأخبار ونشاطات حزب الاتحاد الوطني الحر ومشاركة الرياحي المكثفة في برامجها عبر الهاتف، كذلك انفتاحها اكثر على قيادات حزب النهضة من خلال حضورهم في البلاتوهات أو تغطية اجتماعات ونشاط الحركة في الوقت الذي شهدت فيه هذه القناة موجة من الاتهامات وصلت حد التكفير واتهام مالكيها بالالحاد خاصة في بداية الثورة التونسية من قبل الجماعات الاسلامية المتشددة.
وقد اتسمت القناة في بداياتها بالتشدد إزاء الاسلاميين وانفتاحها على العلمانيين.
لقاءات سرية
وتفيد بعض الأخبار أيضا ان اللقاء الذي جمع بين راشد الغنوشي والباجي قايد السبسي بفرنسا كان قد نظّمه كل من نبيل القروي صاحب قناة نسمة ورجل الأعمال سليم الرياحي كما لوحظ أنه هناك لقاءات سرية جمعت بين القروي والرياحي وبين السبسي والغنوشي.
هذا المشهد الذي بات واضحا وهذه التحالفات بين بعض السياسيين ومالكي بعض القنوات الاعلامية الذين يحاولون تركيع الاعلام والسيطرة عليه من جديد لا يمكن ان تكون الا سحابة صيف عابرة سوف تنقشع مع سقوط هذه الحكومة التي أثبتت فشلها على جميع المستويات ورغم محاولتها استعمال ورقتها الأخيرة في استخدام واستعمال بعض الاعلاميين وبعض الوسائل الاعلامية التي عرفت بولائها للأحزاب الحاكمة.