حفل ماجدة الرومي في قرطاج: الجمهور يستجيب لنداء اعتصام الرحيل بباردو


بنفس ثوري اعتلى صوت لبنان المثقف الفنانة ماجدة الرومي ركح مسرح قرطاج في ليلة أجبرت فيها آلاف الجماهير الحاضرة على الانصات والإصغاء لأغانيها التي راوحت فيها بين قديمها وجديدها.
شعارات سياسية
ماجدة التي تغني في اطار الدورة 49 من مهرجان قرطاج الدولي تعود الى تونس في ظرف استثنائي مشحون بالاغتيالات تبعته سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات ولهذه الأسباب أعدت هذه الفنانة برنامجا يتماشى وطبيعة الظرف  الذي تمر به البلاد فقدمت بعضا من أغانيها القديمة ومجموعة من العناوين لأغان ثورية جديدة تحدثت فيها عن الحرية والكرامة وحماة الوطن وغيرها من الشعارات النضالية الأخرى وكان وقعها شديدا على الجمهور الذي تفاعل معها وانفعل عندما غنت ماجدة أغنية عليّة «بني وطني» عندها علا صوت الجمهور «يا غنوشي يا سفّاح يا قتال الأرواح» مما اضطر الفنانة الى التوقف عن الغناء الى أن عاد الجمهور الى الهدوء من جديد واستوعب أنه في مسرح قرطاج وليس في ساحة باردو.
هذه الحركة المفاجئة والعفوية من جمهور قرطاج حين علا صوته ينادي برحيل الحكومة الحالية يؤكد ان التونسي مهما غيّر المكان والأجواء يبقى الوضع المتوتر الذي تمر به البلاد في البال.
جمهور قرطاج... جمهور باردو
الجمهور الذي حضر حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في مسرح قرطاج الأثري بعضه غادر قبل نهاية الحفل للانضمام لـ«معتصمي الرحيل» بساحة باردو. وبالرغم من الاجواء الشاعرية والثورية التي خلقتها ماجدة على ركح قرطاج الا ان ذلك لم يثن البعض عن مغادرة المسرح في اتجاه باردو. بل إن أغاني الماجدة الثورية زادتهم شعورا بضرورة الاستجابة لنداء «اعتصام الرحيل».
لكن البعض ممّن كانوا في قرطاج ليلة أمس الاول لم يرق لهم استعمال الشعارات السياسية في تظاهرة ثقافية فنية واعتبروا ذلك يدخل في اطار التوظيف السياسي.
ماجدة الرومي التي افتتحت حفلها بالنشيد الوطني التونسي وبأغنية «عسلامة يا تونس» أنهتها بـ«بني وطني» للراحلة عليّة كهدية منها لتونس ولشعبها، ورافقها في الحفل الاركستر السمفوني التونسي.
وحضرت راية البلاد
مدارج قرطاج طغى عليها مساء أمس الاول اللونان الاحمر والابيض وغطّت أعلام البلاد التونسية أرجاء المسرح وارتفعت في سماء قرطاج عندما علا صوت ماجدة «بني وطني يا ليوث الصدام وجندا الفداء... نريد من الحرب فرض السلام وردّ الـ«العداء».
وغادر جمهور قرطاج المسرح على كلمات النشيد الوطني الذي اختار أن ينشده بنفسه.